May 26, 2008

عنى
عن القاهرة
عن العمل
و رغى اخر من نوعية الهراء التى لا تنفع ولا تفيد احد غير صاحبها


شهرين بالتمام و الكمال منذ جئت الى مدينة الملفات و الدورانات .. مدينة الزحام و الموجود .. مدينة السهل الممتنع ... القاهرة مدينة الالف حاجة وحاجة

شهرين فى محاولات للتأقلم و التكيف و التعرف و التبصر التام و المتفهم لكل ما يجرى من حولى و حول من حولى

من هواة اتعاب الذات اكون انا .. احاول تحليل كل شيىء يحدث من جميع النواحى و تجرى فى عقلى عند حدوث امر ما او كلام شخص ما - اقول تجرى حينها عدة تفاعلات بين تفسيرات نفسية و اجتماعية و فلسفية و احيانا تاريخية و ادبية ... لست ادرى كيف يتم هذا فعلا لكن هذا ما يجرى قد يصيبنى احيانا بالصداع و الاحساس باللا جدوى من هذا البحث المضنى عن هذا الشيىء الذى اذا عرفه الانسان و اكتشفه سيحس براحة غير طبيعية و يكف عن بحثه المستمر الغير متوقف عنه و الذى فى سبيله يتصارع و يتجادل و يتكلم من اجل الوصول اليه او على الاقل بالاحساس انه سيصل اليه

كنت قد بدات فى عمل .. و انا من فترة الاعدادى و انا اعمل فى فترة الصيف ..يعنى هو كان فى الاول رغبة والدى كتحبيب لى فى العمل .. و بعدها تطورت فى الثانوى انى كنت عايز فلوس اكتر من المصروف (جشع و طمع مراهقين بقى ) .. فى الجامعة لما دخلت كلية حقوق اجازة اولى ذهبت لمكتب محامى صديق لوالدى لاتدرب عنده .. يعنى كن عايز اطبق اللى كنت بادرسه ( اييييييييييييييه كانت ايام ... الله ما يعودها !! ) ... من اجازة تانية و لحد ما خلصت كنت انخرطت تماما و حتى النخاع فى العمل التطوعى و التنموى فى فريق صناع الحياة ... و خلصت او كنت شبه خلصت .. وكان لازم اشتغل فعليا و اعتمد الى حد ما على نفسى .. وكانت المكتبة

هى دار نشر كتب لها فرع فى القاهرة و اصلها من المنصورة .. كانت فكرة عملى فيها او اسباب اختيارى لعمل المكتبة عن سواه من الاعمال المربحة اكثر .. الى جانب عشقى اللا محدود و نهمى الى معرفة المعروف و الذى يعرف والذى لم يعرف بعد ... الى جانبها انك تبيع المعرفة و شيئا ذو قيمة فعلية و ثمينة لمن يشترى منك

كان محور كبير جدا ونقطة تحول ومرحلة تبدل معين على كل الاصعدة من عدة نواحى فى حياتى عندما اشتغلت مع المكتبة فى المعرض ... معرض القاهرة الدولى للكتاب

و كانت الثلاثة اسابيع التى قضيتها فى القاهرة .. لن اقول كانت من افضل ايام حياتى .. لكن كنت الى حد كبير سعيد جدا بها .. حتى عندما مدوا فترة المعرض عدة ايام كانت فرحتى لا تصدق مع ان كل زملائى كانوا يريدون العودة فى اسرع وقت و كان فرحى هذا يغيظهم جدا .. لن اطيل طويل فى ايام المعرض فلمن يريد الاستزادة الضغط على هذا اللينك

وانا فى طريق رجوعى كان هذا الاحساس اليقيتى بأنى راجع تانى للقاهرة .. لا اعرف كيف و لكن كان عندى شبه اليقين بهذا فعلا

يعد اسبوعين من المعرض رحت معرض تانى فى ارض كوته فى اسكندرية تبع مكتبة الاسكندرية كنت مسئول فيه عن جناح وزارة التقافة الجزارية يعنى كانوا بالنسبة لة فسحة عمل اكثر منها عمل فعلى

دا انا خلصت فى المعرض ده 9 كتب قراءة .. بس برضه كان الموضوع السفر والمعيشة فى العاصمة كان مسيطرا بقوة على عقلى طوال هذه الفترة .. الفرق ان التخطيطات كنت قد بدات فيها فعليا

بعد ما رجعت من المعرض قعدت اتكلم مع مديرى فى المكتبة و كان الاتفاق على ان اخذ اجازة اسبوع اظبط فيها بعض الامور الخاصة بى .. وبدأت الرحلة

اسبوع كامل من الرحلات المكوكية من المنصورة الى القاهرة و من القاهرة للمنصورة للبحث عن عمل و سكن مناسبين و يكون ملائما ايضا لاهدافى التى طبعا ليست مادية فقط طيعا ( و التى مازالت فى الشهرين رغم كل محاولاتى مادية بحتة ) يعنى يكونوا فى قلب العاصمة او قريبة من القلب على الاقل

اقول طبعا اسبوع .. الان تظهر كلمة اسبوع صغيرة لكن كل ما اتذكرها فعلا اتذكر الصعوبات و اصناف الاشياء و الموجودات و الاشخاص الين قابلتهم فى تلك الفترة العصيبة

قبل ما ابدأ رحلة السفريات طقت فى دماغى فكرة انى اعمل c.v لى يعنى اجمع كل اللى عملته فى حياتى و خاصة فى ال3 سنوات الماضية و هى الفترة التى تفتحت فيها خلايا عقلى و تطورت الى حد كبير و تغيرت شخصيتى وهذا هو لينك ال c.v و جمعت معا بعض الورق الثابت لبعض هذا الكلام

و نزلت

كان اول ميعاد فى مصنع فى 6 اكتوبر انا اول رحت هناك صممت انى مش هشتغل هناك لتنافيها مع اهم شرط للعمل ان يكون فى القلب او قريب من القلب لمتابعة الامور الاخرى التى من اجلها اتيت هنا

و بعدها و كان ماسورة اشغال اتفتحت عليا او انا اللى فتحتها على نفسى اقابل هنا .. واسيب السى فى بتاعى هناك ... مع توتر وقلق و خوف من ارجع فى نهاية المطاف خالى الوفاض الى المنصورة اغنى اتخنقت و طلعت كنت بضيع وقت

وكانت بداية الاستقرار الى حد ما بعمل فى سوبر ماركت بالزيتون كبير ذو 5 فروع .. لمدة اسبوع كاستعلامات يعنى باخد الاوردرز من العملاء .. وبعدها اترقيت او هكذا قالوها ترقية الى كاشير .. كانت فترة من عمرى ومن حياتى العملية و العمل الذى احس فيه لأول مرة باحساس الماكينة ( اللى طبعا هى بدون احساس ) .. وكنت مطالبا طول الوقت بالعمل المتواصل دون توقف و بدون تباطىء .. كنت احس دائما ان مديرى هنا يمسك سوطا و ترحمت على جدى الفرعونى بانى الاهرامات الله يرححمك يا جدو !! .. و ايضا كان التعامل مع الكاشير دائما بعدم ثقة .. تصدقوا انى كل يوم كنت كل ما أبدأ الشغل بسلم محفظتى لأن الكاشير ما بيعدش على الماكينة فى جيبه فلوس و ولو اتمسك بفلوس هيروح النيابة على طول !! مش بقولكم الله يرحم جدى

عمل ان كان افادنى بشيىء فهو افادنى بتصلب فى عضلات الرقبة .. والاحساس بعدم الاطمئنان و عدم الثقة حتى فى صوابع يدى ( وهى كلمة استطيع قولها الان بكل قوة .. نعم د تصل فى مرحلة الى مرحلة عدم الثقة فى صوابع يديك ) خلو بالكم من صوابعكم

الحمدلله .. لم يدعنى الله كثيرا فى هذا العمل الذى فقدت فيه الكثير من الاشياء التى كنت اعتز بيها و التى كان يحتقر فيه كل ما كنت اعظمه و اعتبره جيدا .. شركة برمجيات وهى من الشركات اللى كنت سبت فيها الc.v بتاعى عندهم اول ما نزلت عشان ادور على عمل و هانذا الان معهم الان من اسبوع فى مكان العمل فى مقر الشركة فى مول بمدينة نصر

حاسس ان فى تطور .. وفى تحسن اتمنى ان يكون الى الافضل .. لكن مازال ينقصنى تلك الاشياء الاخرى التى من اجلها اتيت فعلا هنا .. العمل و الشغل يجب التفانى و الاخلاص فيهم فعلا .. لكن يجب ان لا تنسى الجانب الروحى والشخصوى لك
الجانب المتعلق بالاحلام و الامانى و الاشياء الاخرى .. اتمنى اقترابها و باذن الله سأقربها قريبا


No comments: